رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


لينظر في ساعته غير مصدقا ان حديثهم طال لتلك الدرجه فتنهد بتعب وهو يكتم صوت رنين الهاتف
اه شوفي لأول مره بسببك هتأخر علي إجتماع 
ومسح وجهه بأرهاق من مجادلتها والسير مع طريقة تفكيرها وطالعها بهدوء
مدام رافضه الشغل معايا .. ادربي مع أستاذ فؤاد في المكتب بتاعه وبعدها هفتحلك مكتب كبير في اي مكان تشاوري عليه 

اغراه اقتراحها حتي ان عيناها قد لمعت بسعاده ولكن تذكرت هدفها السامي من مهنتها هي لا تريد المال ولا الشهرة هي تريد ان تساعد الناس ومن كانت تحي وسطهم .. تقف بجانب المظلوم الضائع حقه وسط عالم ملئ بالحيتان ... وإذا ذهبت لعالم جاسم لن تحقق كل ماحلمت به 
انا موافقه ادرب مع أستاذ فؤاد بس هفتح مكتبي اللي تريقة عليه وسميته حجر الفار
وضغطت علي عباراتها الاخيره وهي تحدق به بتمرد 
ليزفر جاسم أنفاسه متنهدا بقوه
وانا موافق يامهرة .. وواثق فيكي
لم تفهم معني عباراته الأخيره .. رغم ان مغزاها كان واضح وهو حبها لحسين الذي مازال مقيما مع والديه ولم يسافر بعد
وأتسعت عيناه ثم ضحك وهو يسمعها تهتف بحماس 
والله انت راجل عسل .. وهبدء اغير وجهت نظري عنك 
ليرحل جاسم من أمامها قبل ان ينفذ مخزون صبره منها 
الصبر يارب 
لتحدق في خطاه متمته 
انا قولت حاجه غلط
وألتفت نحو المائدة التي تحتوي علي فطار صحي ولذيذ كانت تظنه انه في المسلسلات فقط.. وتذوقت المربي هاتفة 
المربي بتاعتهم طعمها غريب ..اكيد مستورده
كانت ريم تحمل الكثير من الملفات وتسير بها نحو أحد الأقسام 
لا تعلم لما مديرتها غليظة معها في التعامل منذ ان انضمت للقسم الخاص بالمحاسبه والمعاملات المالية بالشركة ... زملائها يتعجبون من هيئتها البسيطه ومن دخولها للعمل في شركة ضخمة دون ان تكون مؤهله فهي من وجهة نظرهم لا تستحق هذا العمل ...وكأن الأرزاق توزع علي مؤهلاتك او هيئتك 
وسقط منها ملف لتنحي لتجلبه ولحظها العثر سقطوا باقية الملفات ..لتلتقطهم سريعا ونظرات بعض الموظفين تخترقها ..واكمل حظها اليوم 
ان يمر كل من جاسم وياسر من جانبها فهذا الدور 
ليقف جاسم ينظر لها بجمود فترتبك من نظراته وانصرف...ليطالعها ياسر ببرود 
بتمشي في الشركه اما تخبطي في حد او توقعي حاجه
وتقدم نحو جاسم الذي سأله عن هويتها واي قسم كي ينذر مديرها لتنتبه فيما بعد
مش عارف بصراحه .. بس تقريبا الملفات كانت محاسبات مالية ممكن تكون موظفه جديده في الحسابات 
فوقف جاسم أمام المصعد وهو يحرك رأسه بتفهم 
اتجهت إليه في وقت استراحة العمل ..لتجده جالس بأسترخاء يضحك علي حديث مشيرة التي ما ان انفتح باب الغرفة ابتسمت بمكر 
المدام باين عليها بتحبك اوي يابشمهندس
ليبتسم كريم لزوجته التي وقفت تحدق بهم بجمود ...وارخت ملامحها سريعا حتي لا تفسر مشيرة انها تخشاها ..فمن نصايح مهرة لها التي لا تعلم من اين تأتي بالنصائح تلك ..ان لا تجعل زوجها يشك بنوايا مشيرة الحقيقية اتجاهه .. حتي لا تفتح عيناه علي أبواب طريق هي في غني عنها 
ورسمت ابتسامه هادئة علي شفتيها عكس مابداخلها 
أكيد يامدام مشيرة مقدرش استغني عنه 
فلمعت عين كريم بسعاده وتقدم منها .. لتنهض مشيرة من مقعدها بأستياء 
نتكلم في مشروعنا مره تانيه يابشمهندس
وحملت حقيبتها لتسير بخطوات هادئة من أمامهم 
وفور ان انصرفت... تحركت مرام نحو المقعد وجلست عليه ثم نهضت تتحرك مثلها بغنق 
لينفجر كريم ضاحكا وهو يراها كيف تقلدها 
وجذبها نحو بحب
قولي انك بتغيري 
فهمست وهي تحرك يديها علي وجهه 
مبحبش مشيرة ديه ياكريم 
فضمھا إليه بعشق 
ولا انا بستلطفها بس ده شغل يامرام والشغل مفيهوش بحب او اكره 
فأبتسمت بسعاده فتصريحه قد اراحها
وقفت تفرك يديها بتوتر وهي تستمع لتوبيخ مديرتها لها 
الاهمال ده ميتكررش تاني ..مش علي آخر الزمن واحده زيك بسببها اخد لفت انتباه من جاسم الشرقاوي 
فطأطأت ريم رأسها بخزي 
مش هتتكرر تاني اوعدك
لتنظر لها مديرتها والتي تدعي جيهان بضيق 
اتفضلي علي شغلك 
ثم هتفت قبل ان تنصرف 
ياريت تهتمي شويه بكورسات اللغه والمحاسبه زي زمايلك علطوول بيطوروا نفسهم ولا عايزه تفضلي زي ما انتي كده ولا حاجه ..الانجليزي بتاعك سئ للاسف 
فحركت رأسها بصمت وغادرت وهي لا تعلم من اين ستدفع مصاريف تلك الدورات المكلفه ... فراتبها يكفي معيشتها ودراسة أخيها وعلاج والديها 
الهم أصبح مثقل علي اكتافها منذ ۏفاة شقيقها...
وتنهدت بآلم وهي تتذكر ذهابها اليوم لمهرة ...
أغلقت الهاتف بسعاده بعد ان اخبرتها رقية بأنها ستأتي إليها لتتحدث معها ... لتنظر إلي فوزية اللي كانت تقص عليها مغامراتها مع جارتها ..فمغامرات فوزية لم تتوقف مع زوجها فحسب
وضربتيها بالشبشب يافوزيه
فتمتت فوزية بضيق 
وكان خسارة فيها و الله ياست مهرة
 

تم نسخ الرابط