رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


حسين نهض من جانب والده ليحتوي كفها بكفه 
 ايه الجمال ده ياحببتي
الجمله أخترقت أذنيها...فخطت بخطوات سريعه نحو بنايتها ثم صعدت لشقتهم متجه الي غرفتها تنفرد بنفسها قليلا قبل ان ټنهار وتري ورد أنهيارها
ولكن قررت ان تتغالب على أحزانها وتتجه لغرفة ورد ..فمنذ عودة كنان لتركيا من أجل مشاكل هناك وهي تعتكف في غرفتها او شارده 

وتنهدت بيأس فهي لا تريد إحزان ورد والوقوف أمام سعادتها ولكن تخاف عليها بشده حتى أنها اليوم طلبت من مراد لو استطاع بعلاقاته وعلاقات والده ان يعرف لها حياة كنان وهل تستطيع تصديق حبه لشقيقتها 
واقتربت من غرفة ورد لتسمع صوتها وهي تحادث أحدهم ويبدو أنه كنان 
وسمعت طرقات علي باب الشقه ..لتتجه نحو الباب لترى من الطارق 
وألتوت شفتيها بضيق وهي تجد سهير زوجة أبيها 
 ازيك يامهرة 
فطالعتها مهرة بهدوء 
 خير 
لتبتسم سهير وهي تتقدم للداخل ببطئ 
 اومال فين ورد 
لتخرج ورد في تلك اللحظه لتطالعهم سهير بنظرات طويله 
 سمعت أنه جالك عريس غني لاء وكمان تركي 
ومصمصت بشفتيها
 لاء وقعتي واقفه يابنت زينب 
لتحدق ورد بمهرة تنتظر منها ان تتكلم
 اه شوفتي عشان تعرفي شطارة بنات زينب
ألقت جملتها الأخيره بتهكم ..جعلت سهير تضحك
 عقبال ماتطلعي شطره انتي كمان وتلاقي واحد شيل الشيلة كلها ولا يقولنا جهاز ولا جيب وهات 
ياخدك كده من ايدك 
لتلمع عين مهرة بجمود 
 قولتي الكلمتين اللي جايه عشانهم
لتمضغ سهير العلكة ببرود 
 ابوكم موافق على العريس ...
ونظرت لورد واقتربت منها
 متسمعيش كلامها وتمشي وراها زي الخيبة وتضيعي جوازه لقطه من ايدك 
وعادت تحدق بمهرة التي تقف أمامها ببرود ..ثم انصرفت كما أتت 
لتركض ورد نحو مهرة 
 مهرة انا عمري ما هعمل حاجه انتي رفضاها حتي لو علي كنت بحب الحاجه ديه اوي
ورمت نفسها في أحضانها .. لتجد مهرة تبكي في صمت 
 وانا عمري ماهقف قدام سعادتك ياورد
........................
استيقظت مهرة تمسح على وجهها تتذكر ابتسامة والدتها بالحلم وهي تعطيها فستان زفاف أبيض 
...........................
تأكدت من حب كنان لشقيقتها فور ان علم بموافقتها ترك كل شئ وجاء من بلاده 
ركض الصغير جواد نحو ورد يحتضنها بشوق فلم يرى ورد منذ ليلة الحفل فقد رحل مع جدته 
 أشتقت اليكي ورد 
وهمس بخفوت وهو يدور بعينيها نحو مهرة وكنان وأكرم 
 صحيح ستكوني عروس لخالو
فأرتبكت ورد وتوردت وجنتيها ليضحك كنان وأكرم ...وأبتسمت مهرة بحنان وهي تري السعاده عادت لشقيقتها
.....................
أرتبكت مهرة في تحضير عرس ورد والكل يتعجب كيف ستتزوج ورد بهذه السرعه ومن من رجل وسيم غني من بلد أخرى 
اغدق عليها بكل الهدايا القيمة واخبرها أنها يريدها هكذا ولكن مهرة أصرت ان تجلب لشقيقتها ملابسها ومتعلقاتها الشخصيه حتي لو كان هو قد جلب لها كل شئ 
كانت رقية تشاركهم تلك الفرحه ومراد أيضا الذي اقترب من مهرة أكثر منذ ان جمع لها كل المعلومات عن كنان وحياته ..فعلمت أنه كان خاطب لاخري ولكن كنان وضح لها كل شئ وأنه انفصل عنها قبل ان يعرض الزواج على ورد 
احترمت مهرة كنان مع الأيام ..فكل ماتخبره به يتقبله بصدر رحب...ارادة فرح هنا لشقيقتها وافق 
يتقبل تقلبات مزاجها بهدوء بل ويخبرها انه يشعر بها ويقدر سبب قلقها 
وشعرت بأندفاع شئ داخل ذراعيها فضحكت وهي تضم جواد إليها 
 خضتني 
الصغير رغم أنه لا يتكلم الا القليل من العربيه الا أنه أصبح يفهمها
 هيا لنفتح محل البقالة ونجلس به ونأكل الحلوي 
لتنظر مهرة للوقت فتجد ان الساعه تخطت العاشره 
 مبتعرفش مهرة غير عشان ديه 
وربتت على معدته فضحك جواد بشقاوة .. وجذبها من يدها
 هيا مهرة
لتتسأل مهرة وهي تتحرك معه 
 فين ورد 
فأشار لها جواد ان تهبط لمستواه ليهمس بخفوت
 تحادث خالو بالهاتف
وأصبحت هذه هي حياتهم تلك الفترة وكان أجمل شئ فعله كنان أنه ترك لهم جواد واصبح هو بين المنتجع وبينهم وبين ذهابه لتركيا 
وها شهر ونصف يمر ولم يعد جاسم بعد من كندا 
...................
دلفت مرام لغرفة جاسم في الشركه التى ضمن مجموعة شركاته وكانت هي بداية صعوده
 انت طلبتني ياجاسم 
فأشار لها بأن تجلس ..لينهض من فوق مقعده وأقترب منها ليجلس على المقعد الذي أمامها 
 انتي وكريم حياتكم وتصرفاتكم مش عجباني يامرام
فتمتمت مرام بأرتباك
 انت شوفت كل مشاكلنا دلوقتي عشان الشغل
فنظر إليها جاسم وهو يتنهد بيأس منهم ومن افعالهم ..فأقامته معهم تلك الفتره جعلته يكتشف أشياء كثيره 
 الحكاية مش حكاية شغل بس يامرام ..لان كريم فكره مش راجعي انه يقضي على طموحك 
وكادت ان تبرر له الا ان جاسم نهض من أمامها 
 حياتك هتدميرها يامرام بنفسك وافتكري كلمتي ديه
لتقف مرام أمامه تفرك يديها بتوتر 
 كريم هو السبب
لينظر إليها جاسم ساخرا
 برضوه الماضي واقف بينك .... انتي السبب هو السبب كل حاجه بقيت في الماضي 
وتابع بجمود وهو يطالعها
 كريم بيحبك ... فبلاش تخسري حبه بتمردك وتعيشي نفسك جوه الماضي وأنه هيتخلي عنك في
يوم
فأرتبكت بشده ورغم حديث جاسم الجامد لها الا أنها تقدره وتعده كشقيق فهي إلي الان لا تجد منه اي شئ مسئ لا هي ولا عائلتها
وهمست بخفوت 
 انا قلقانه من مشيرة وقربها من كريم
ليعود جاسم إلى مقعده خلف مكتبه بهدوء 
 مدام خاېفة علي جوزك وحياتك ..حفظي عليهم 
وأنصرفت من أمامها بتوتر ثم وقفت وهي تمسك مقبض الباب قبل ان تخرج من الغرفه 
 هترجع مصر امتي 
فتمتم وهو يطالع الأوراق 
 آخر الاسبوع 
واغلقت الباب خلفها لينظر جاسم الي هاتفه ..وتنهد بيأس من رفيف ..فقد ذهبت لباريس رغم اعتراضه والإجابة أنها تريد ان تستمتع بكل شئ قبل الزواج 
الذي حدد موعده بعد أشهر وليس عام
ونظر إلى دبلته وأخذ يحركها في أصبعه 
ولا يعرف لما شرد بمهرة فطيلة الايام الماضيه ابعد تفكيره عنها ولم يسأل ياسر او مني عن أحوالها او كيف تبدو في عملها حتى ظن أنه قد نسيها 
ولكن الحنين عاد عندما اقترب موعد عودته 
.....................
ورد عروس أمامها وقد أصبحت زوجة كنان ..دموعها انسابت دون شعور لتترك ورد ذراع كنان بعد ان سلمها له أكرم 
واقتربت من مهرة ټحتضنها بقوة 
 كفايه عياط يامهرة لاحسن اعيط 
فأبتعدت عنها مهرة قليلا لتحتوي وجهها بين كفيها 
 لاء خلاص مش هعيط وانتي متعيطيش 
فأبتسمت مهرة لتجد كنان يقترب منهم .. يضم ورد له بحب
 اوعدك مهرة سأحافظ عليها
فحركت مهرة رأسها له بصمت ..ليبدء العرس 
عرس ضم معارف كنان وأصدقاء وجيران ورد 
ونظرت مهرة نحو والدة كنان التي تطالع كل شئ بهدوء اقلقها 
لتجد جواد يمسك يدها ويقفز بسعاده
 ستأتي معنا مهرة أليس كذلك 
لتضحك مهرة وهي تمسح بقايا دموعها 
وسمعت صوت رقية خلفها ومعها والدها السيد مسعود ومراد وأيضا مني وزوجها وأطفالها والسيد عماد والد مراد
فأبتسمت مرحبة بهم 
 أكيد اتفقتوا تيجوا سوا 
وعبست قليلا وهي ټضرب رقيه علي ذراعها برفق
 كان لازم تروحي وتسبيني انا و ورد عشان تجهزي في البيت
ورغم ان مهرة تعلم السبب الأساسي لرحيل رقية لتحهز نفسها بعد ان قضت أغلب اليوم معهم ..فهي تريد ان تأتي مع مراد الذي كانت نظراته تتابع حركة مهرة بفستانها الأزرق الطويل وخصلات شعرها المنسابه على وجهها برقه 
وضحكوا جميعهم ليقترب عماد من مهرة بأبوه 
 ايه الجمال ده ..ده انا افتكرتك انتي العروسه 
فأبتسمت مهرة بخجل من لطافته 
وجذب يدها قائلا
 تعالي عرفيني على ورد وجوزها. 
فتحركت معه مهرة وهي تكتم ضحكتها ..فالسيد عماد هو من يجعلها تبتسم وتضحك بحق
الكل يرقص وسعيد ومستمتع بالقاعه الفخمه 
وسهير تقف مع عزيز الذي وقف كالغريب وكأنه ليس بعرس ابنته
كانت سهير
 

تم نسخ الرابط