رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


الزبائن مرحبا بهم بأبتسامه متسعه.. زادته جمالا على جماله 
قلبها بدء يرسم لها أشياء ذكرتها بشبابها.. واخرجت المرآة من درج المكتب الخاص بها.. وأخذت تتأمل تجاعيد وجهها ثم تحملق بالعامل الذي لم يتجاوز عمره الثلاثون
ليقترب منها يخبرها عن طلب الزبائن للحديث معها
 الزبون عايزك ياست الهوانم
فأبتسمت سهير ابتسامه لم تبتسمها من قبل ونهضت من فوق مقعدها بزيها الأسود وسارت خلفه تطالع حركته وجسده الشبابي

.....................................
وقف مراد يزفر أنفاسه بحنق وهو يحدق برقية النائمه.. ناظرا إلى هاتفه متذكرا حديث والدته معه منذ دقائق عندما أخبرها أن رقيه نائمه لتطلق ضحكه صاخبه تخبره بعدها
 براحه علي البنت يامراد بل وعادت تقرر الجمله وهي تضحك
وزفر أنفاسه بقوة وجلس جانبها على الفراش يمسح على خصلات شعرها
 رقيه اصحى.. ميعاد طيارتنا بعد اربع ساعات وانتي لسا نايمه.. رقيه باباكي جاي بعد ساعه يطمن عليكي.. رقيه احنا داخلين على المغرب
حاډثها بصوت هادئ ودافئ ولكن هي وكأنها في غيبوبة ونفذ صبره منها فصړخ بقوة جعلها تنتفض فزعا 
 رقية 
فنهضت تنظر حولها تغمض وتفتح عيناها 
 انا فين... انت بتعمل ايه هنا يامراد.. فين بابا 
ليلطم مراد وجهه براحتي كفيه 
 انا غلطها مره وتوبة.. ليه لازم اقررها تاني.. مالها العزوبيه 
وعاد يستجمع صبره معها 
 ركزي يااخرة بختي.. رقية احنا في شقتنا ياحببتي وفرحنا كان امبارح 
فحملقت به بوجوم ثم عادت تضع برأسها على الوساده متمتمه 
 اه انا فاكره كل ده
وعادت تغفو ثانية إلى أن تآوهت بعد جذبها من ملابسها 
 قومي ياكائن الوطواط..لأحسن مافيش رحله شهر عسل ولا اقولك هسافر انا وخليكي انتي نايمه عقاپا ليكي 
وعندما تذكرت رحلتهم التي سيقضوها بتركيا.. نفضت الغطاء الذي عليها ونهضت من فوق الفراش راكضه... لينظر مراد إليها 
 الصبر من عندك يارب 
................................... 
ايقظها بلمساته الحنونه على وجهها.. ففتحت عيناها بكسل تسأله وهي تفرض ذراعيها 
 ما الأمر كنان.. أريد أن انام حبيي
فضحك كنان وهو يتأملها وهي تغلق عيناها ثم فتحتهما على وسعهما وألتقطت الساعه المجاورة لفراشها ونهضت من فوقه 
 انا لم اصلي العصر 
فحدق كنان بها مبتسما.. منذ أن تزوجها وهي دوما منضبطه في أداء فروضها.. ورد للأسف نقضيه لرجلا مثله قضى عمره مسلما بأسمه فقط.. غيرت به الكثير ولكن إلى الآن لم يعتاد على الإلتزام مثلها حتى أنه احيانا لا يجيب عليها حينما تسأله عن أدائه لفروضه.. وخلع سترته ليجد جواد يطرق باب الغرفه ويدلف بعدها ويحمل بيديه سجادة صلاة صغيره 
 أين ورد خالو فقد تأخرت عليا 
ونظر الي ساعه يده الطفوليه يحسب الوقت المتبقي لاذان المغرب 
 لم يتبقى الا ساعه 
جواد يصلي.. حقيقه لأول مره يكتشفها 
ليجد ورد تخرج من المرحاض تنشف يداها بالمنشفه وتنظر إليهم مازحه 
 لما لم تيقظني جواد.. عقاپا لك اليوم لا يوجد حلوه 
فركض جواد اليها معتذرا 
 داده عظيمه قالت لي انكي نائمه ورد.. سأحفظ عدد آيات أكثر ولكن الحلوى لا 
صلاه وحفظ وحلوي كلمات كان يرددها بعقله.. فأنتبهت ورد لشروده وقد تيقنت انها البدايه الصحيحه لزوجها.. كنان لا يأتي بالالحاح وإنما بالتلقائيه كالصغار تسحب يدهم وتخبرهم انك تريده معهم وبالفعل فور أن هتفت 
 كنان هيا صلي بنا 
فتحمس الصغير أكثر راكضا نحو خاله 
 هيا خالو هيا حتي نكون بالجنه معا 
ونظر إلى ورد لتؤكد حديثه 
 أليس كذلك ورد.. سنكون معا 
لتتسع ابتسامتها وهي تحرك له رأسها 
 نعم حبيبي 
......................................... 
ضحك ياسر من كل قلبه وهو يرتشف الشاي مع أهل ريم.. فقد احب تلك العائله الطيبه من قلبه.. عائله دفئها يذكره بوالديه 
حتى الحديث الذي يدور ملئ بالطيبه والصفاء..ووجد ريم تنسحب خلف والدتها نحو المطبخ بعد أن أشارت لها 
 مالك ياريم.. طول القاعده وانتي سرحانه ياحببتي
هتفت والدتها بقلق.. لتنظر لها بتوتر تضع بيدها على جبينها 
 ده إرهاق مش اكتر ياماما.. متقلقيش عليا 
فربتت والدتها على ظهرها بحب 
 ربنا يقويكي يابنتي.. طمنيني عليكي مع جوزك 
فدارت آلمها سريعا عنها 
 الحمدلله.. ياسر مافيش احن منه
فرفعت والدتها يداها عاليا تحمد الله على سعادة ابنتها
لم تكن تعلم أن ياسر فتلك اللحظه كان متجها نحو المرحاض فأستمع إلى عبارتها المكسوره.. أي حنان يغمرها به هو
.....................................
دلفت معه للمطعم الفخم وكل حديثهم دائر عن طفلهما الذي علمت جنسه اليوم.. في المتابعه السابقه لم تكن تريد أن تعلم 
أرادت أن يكون مفاجأة لهم.. ولكن اليوم شعرت بحماس جاسم ورغبته في معرفة جنسه وجاء ما تمنت هي فكانت تتمنى أن ترزق بذكرا. كانت تسير تتباطأ بذراعه إلى أن جلسوا على الطاوله التي سبق وحجزها لتناول العشاء وقضاء أمسية ممتعه
 انا مبسوطه اوي النهارده ياجاسم.. لاء خلاص انا سامحتك ياحبيبي
فضحك وهو يداعب خدها برفق
 يارب ديما مبسوطه ياحببتي
ثم تابع مازحا
 ومسمحاني كده علطول
ومر الوقت وهم يضحكون ويتناولون الطعام ويتحدثون بخطط عن طفلهم وعنهم.. لتقترب منهم إحداهن مرحبه
 جاسم الشرقاوي مس معقول
فنهض جاسم يصافحها مبتسما
 ازيك ياعايدة هانم
كانت مهره عيناها عالقه علي تلك السيده التي تعرف هويتها فمن لا يعرف عايدة الدميتري الاعلاميه المشهوره فهي معجبه ببرنامجها وتعشق شخصيتها
فأشار لها جاسم مخاطبا
 مدام مهرة مراتي
فتفحصتها عايده ببطئ وصافحتها بأبتسامه هادئه.. لتتسع ابتسامه مهرة وهي تخبرها انها تعشقها ومعجبه بها
وجلست معهم عايده إلى أن تأتي
 

تم نسخ الرابط