رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


بس دلتهم علي طريقك 
وغمزت بعينيها ضاحكة 
فضحكت رقية بسعاده 
 انا لحد دلوقتي مش مصدقه أني أشتغلت في حملة دعائية كبيره كده 
وتابعت وهي تتذكر والدها 
 بابا هيتفاجئ من الأنجاز ده ..لسا ميعرفش اني مضيت عقد عمل في شركة الشرقاوي 
لتتقدم مهرة منها وهي تضحك علي حماسها الطفولي ..

وحدقت مهرة بالعارض وهي يقف مع جاسم متسائلة 
 هو مش العارض ده ممثل من الممثلين اللي لسا ظهرين 
فأبتسمت رقية وهي تطالع العارض ثم أخبرتها بأسمه
فأتسعت عين مهرة وهي تتذكر هوس شقيقتها بذلك الممثل
 ديه ورد معجبة جدا بتمثيله 
ونظرت لرقية ثم له بعد ان صافح جاسم وانهي حواره معه
 تعالي نتصور معاه 
وأخرجت هاتفها الصغير ذات الكاميرة الخلفية فقط 
لتبتسم رقية وتشير لكاميرتها 
 تعالي اصورك بالكاميرا أفضل
وتقدمت مهرة نحو العارض هي ورقية .. ليرحب بهم .. وألتقطت رقية لهم صورة ثم نظرت لمهرة 
 تعالي صوريني معاه انا كمان
فنظرت مهرة للكاميرا 
 بلاش انا ممكن أطلعك بالمشقلب 
فضحكت رقية وهي تخبرها بوضع الكاميرا ..ناظرة لذراعها 
 لو دراعك لسا وجعك قوليلي واشوف حد 
ورغم آلم ذراعها الا ان التجربة كانت بالنسبة لمهرة ممتعة 
وألتقطت الصوره بسعاده لهم .. وأخذوا يضحكون 
لتقع عين جاسم عليهم بجمود وكاد ان يتقدم خطوة نحوهم الا ان رفيف كالعاده تلتف حوله 
................
نظرت ورد إلى الهاتف الذي جلبه جواد للتو يخبرها بهمس 
 سأريكي الصور التي أخبرتك عنها 
فحركت ورد رأسها وهي تطالع الصغير بحب ..فقد أخبرها أنه سيريها صور والديه
وجلسوا على الأريكة لتظهر بعض صور كنان ..فأدركت ان الهاتف خاص بكنان 
ثم نظرت إلى أعين الصغير المشتاق لوالديه 
وضمته إليها تخبره بحب
 تشبههم كثيرا 
فلمعت عين الصغير بسعاده 
وصوره وراء صوره إلى ان جائت صوره لأمرأة بجانب كنان تحتضن ذراعه وملتصقة به بشده ..ليعلو صوت كنان بأسم جواد فنظر الصغير الي ورد بفزع 
 سينكشف أمرنا ورد 
كانت ورد شاردة في الصوره تريد ان تسأله لمن ولكن اندفاع الصغير خلف ظهرها جعلها تضحك 
ثم نظرت لكنان الذي ضحك هو الآخر 
 من الفأر الذي خلفك ورد 
فأبتسمت ورد وهي تحرك رأسها بنفي
 لا شئ
ووجدت يد جواد تتشبث بظهرها بقوه 
 لست فأر ورد 
فتعالت ضحكات ورد لينظر لها كنان وقد نسي كل شئ وغرق في ضحكتها وكأنها أعزوفة
...............
اندفع أكرم لداخل الشقة بأسف وهو ينظر لمهرة 
 انا أسف يامهرة 
وطأطأ رأسه أرضا 
 اغلب الأجهزة اللي في المحل أتحرقت
فنظرت اليه مهرة وهي تربت علي ذراعه
 تفتكر اني هشمت فيكم ياأكرم 
وتابعت بأسف على حالها وحال شقيقتها
 كل اللي عايزاه منك تبعدهم عننا ..انا مبقتش عايزه أعرفه خلاص
فحرك أكرم رأسه بتفهم ونظر لذراعها 
 دراعك بقي كويس 
فأبتسمت له وهي تتذكر يوم ان علم بما حدث لها .. أخبرها أنه سيجمع أصدقائه ويذهب لهؤلاء الرجال ليقتص منهم وبعد محايلة كثيرة منها هي و ورد هدء وتراجع عن اندفاعه 
............
جلست رقية بسعاده مع والدها ومراد تقص لهم مافعلته مهرة معها .. فضمھا والدها بحنان
 بنت جدعه والله .. وبتتحمل شغل كتير اوي في الشركه 
فتسأل مراد عما تفعله ..لتتسع عيناه 
 ماله جاسم بيتعامل معاها كده 
فحرك مسعود رأسه وهو لا يعلم
فهتفت رقية وهي تتذكر كيف استجاب جاسم لأقتراح مهرة لأمرها
 بس انا اللي لاحظته ان جاسم بيه بيسمع ليها ويقدرها 
وساد الصمت للحظات فنهض مراد معتذرا وهو ينظر لساعة يده 
 الوقت اتأخر وعندي اشراف علي العمال بكرة في المصنع 

وانصرف لتقف وراء الباب تتنفس بسرعه وهي تحلم باليوم الذي سيكون لها 
................
حفلة أخرى من حفلاتها تدعوه لها ورغم هروبه منها ومن اتصالاتها الا ان مشيرة تلتف حوله كالعلقة 
خناقة أخرى حدثت بينه وبين مرام جعلته يستجيب لدعوة مشيرة 
وعندما ألتقت عين مشيرة به أندفعت نحوه تحتضنه 
 مبسوطة أنك جيت 
وداعبت لحيته الخفيفة ثم قادته نحو ضيوفها تعرفه عليهم 
 تيجي نرقص 
فتمتم كريم بأعتذار ولكن يدها سحبت يده نحو ساحة الرقص وبيد خبيرة كانت تحاوطه تنظر له بعينيها المرسومة بدقة تشبه أعين القطط ثم لفت يداها على عنقة 
....................
وضع جاسم هاتفه بضيق بعد ان أنهي مكالمته مع مرام بعدما نهرها بأخوة على فعلتها .. فهي هاتفته تخبره عن رفض كريم ثانية للعمل بعد ان مرض أحد الصغار ولكن هي تري أنه حقها تتذكر لشقيقه خذلانه لها في الماضي 
رغم أثناءه لشقيقه عن ذكاء زوجته في أخر لقاء بهم ولكن اليوم أدرك ان زوجة شقيقه متشبثه بالماضي وستهدم حياتهم بسببه ووجد الخادمه تخبره بقدوم رفيف له ..
ليجد رفيف تتطاوح في خطواتها...تندفع نحو جاسم تحتضنه 
 لا أحب تلك الفتاة جاسم 
فنظر لها جاسم بضيق وهو يساعدها على الوقوف بثبات 
 انتي ازاي تشربي يارفيف 
فتعلقت بعنقه 
 اطردها من عملها 
يعلم أنها غائبة عن وعيها .. ليسندها وهو ېصرخ بأسم الخادمه
 هتيلي مفتاح العربية بسرعة
وتمتم وهو يضرب بكفه على وجهها 
 فوقي يارفيف
كانت تتشبث به بقوة وعقلها كالغائب واسندها برفق بعدما اعطته الخادمه مفتاح سيارته المصطفة بالخارج 
ووضعها في المقعد المجاور لمقعده
 إلى اين جاسم 
ليلتف الي المقعد الآخر وهو ينظر لها 
 هوديكي الفندق يارفيف 
وأمتعضت وهي تضم يديها لجسدها ..لتندفع السيارة لخارج الفيلا نحو الفندق الذي تقيم فيه 
...................
جلست ورد شاردة علي فراشها تتذكر تلك الصوره وداخلها ألف سؤال تريد معرفة من هي تلك المرأة الفاتنه
وشعرت بيد مهرة علي ظهرها تسألها بقلق
 مالك ياورد .. انتي مخبية عني حاجه 
فأرتبكت ورد وجاهدت ان تداري أرتباكها عن شقيقتها ..فلو علمت مهرة أنها ڠرقت في حب صاحب العمل ووقعت في نفس تلك التجربة اللعېنة 
فلن تتهاون معها 
وأبتلعت غصة بحلقها ورسمت أبتسامة هادئة علي ملامحها
 انا كويسه يامهرة متقلقيش
فطالعتها مهرة بشك
 انا بس زعلانه شويه عشان الأيام بتمر وعقد العمل بتاعي هيخلص وجواد هيرجع بلده
فأرتخت ملامح مهرة بعد ان علمت السبب والذي كان مقنع بشدة كي يرتاح قلبها
 بكرة ان شاء الله تلاقي شغل أفضل منه 
فأبتسمت ورد وهي ټحتضنها بقوة 
 انا بحبك اوي يامهرة
فداعبت مهرة خصلاتها وهي تضمها اليها 
 طب ما انا عارفه ياعبيطه
لتتعالا ضحكاتهم وكل منهم تخبر الأخرى بحبها 
................
أندفعت مهرة لغرفة جاسم بعد ان رحل مراد وهو يخبرها بأسف رفض جاسم لأنتقالها معه للعمل في المصنع 
 انت ليه رفضت نقلي من هنا
فرفع جاسم عيناه نحوها بعدما أغلق الملف الذي أمامه وحدق بها بقوه 
 اطلعي بره وأدخلي زي البني آدمين 
فوقفت مكانها وهي تحدق به پغضب 
 ولو مطلعتش 
فصړخ بها وهو ينهض عن مقعده ويقترب منها
 مهرة متختبريش صبري 
وطالعها بجمود 
 عقد عملك هنا في مكتبي فاهمه
فتنهدت بهدوء وهي تنظر حولها 
 وانا مش عايزه اشتغل هنا ..عايزه اشتغل في المصنع مع أستاذ مراد لحد ما مدة عقدي تخلص 
وقطبت حاجبيها بأستياء
 انت مش هتحتكرني لنفسك ياجاسم ياشرقاوي
وصدرت شهقة مستنكرة من رفيف وهو تنظر لمهرة 
 كيف تحادثك ذلك جاسم 
ليمتقع وجه جاسم پغضب 
 لو سامحتي يارفيف روحي علي مكتبك 
وأشار لها بأن لا تجادله وتنصرف ..فأنصرفت رفيف وقد تجمدت ملامحها من طرده لها 
وتقدم جاسم من مهرة التي ألتفت لتطالع رفيف تتمتم بكلمات مبهمه 
وأنتفضت من صوته القوي 
 علي شغلك 
.................
وضعت مني الدعوات أمامها وهي تنظر لها 
 انتي اللي هتوزعي دعوات حضور الحفلة السنوية الخاصه بالشركه 
فتناولت منها الأظرف وهي تعلم بأن هذا هو عقابه 
وأبتسمت بتهكم وهي تطالع الدعوات 
وأخذت حقيبتها وأنصرفت وهي تتمتم 
 الصبر ..بكره امشي من وشك ياجاسم ياشرقاوي
فضحكت مني
 

تم نسخ الرابط