فراشة في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي

موقع أيام نيوز

أنت عبيط .. المعازيم مالية القاعة والمأذون مستني.
صدمت فوزية و حورية مما يسمعون وصړخت فوزية
هو بيقول إيه ده....أديهولي.
فلم يجد زيدان بد إلا بفتح مكبر الصوت لأنه يريد أن يتفاهم معه هو الآخر فما يقوله کاړثة .
فتحدثت حورية وهي ترتعش من الصدمة
محمود... أنا بالفستان يا محمود وعلى باب القاعة.. أنت أكيد عامل فيا مقلب عبيط من مقالبك صح
لأ يا حورية... بصراحة كده أنا كنت خلاص راجع عشان سقط في الاختبار وبعد ما كنت وصلت اتصلوا بيا بلغوني إن في واحد من إلي أتصعدوا وكانوا هيسافروا اعتذر وأن ممكن أسافر مكانه ... يعني فرصة العمر وجت لي بمعجزة.
ثقل تنفس فوزية وكذلك حورية التي قالت
فرصة العمر ومعجزة طب وأنا 
يووووه..فيها ايه يعني يا حورية...ماتقولوا للناس أي حاجة...الفرح ممكن يتأجل لكن الفرصة لأ.
حاولت حورية أن تتماسك وقالت
يا أنا يا الفرصة دي يا محمود.
حورية... أنا على باب طيارة اليونان أصلا وهقفل خلاص موبايلي عشان ممنوع زي ما أنتي عارفة أنا بس قولت المفروض أعرفكم الأول عشان تشوفوا هتعملوا إيه وتتصرفوا ازاي...سلام بقا عشان مافيش وقت.
ثم أغلق الهاتف في وجهها وهي متخشبة جاحظة العين والبقية ينظرون لها وكأن على رأسهم الطير....
الفصل الرابع
مساء الخير بعتذر لحضراتكم عن التأخير بس انا مريضة شوية بزيادة الفصل ده أتكتب بتعب وربنا وحده العالم ضغط على نفسي إزاي عشان أكتبه... عشان كده أتمنى أشوف تفاعلكم عليه وكمان شيروا الرواية لأصحابكم إلي بتحب روايات السفر عبر الزمن وشكرا
الكل وقف بصمت وكأن أجسادهم إستحالت تماثيل من الشمع أو ربما الحجر.
وحدها فوزية من كانت تهتز مرتعشة تحرك أنظارها عليهم پجنون وبدأت تردد بريبة
على باب الطيارة وراجع تاني اليونان
تحركت بين باب السيارة التي تجلس فيها أبنتها بفستان زفافها الأبيض وبين زيدان والحاج راشد تردد بإتهام
يعني مش في البلد أصلا! ومفهمني إنه عند الحلاق!
تحركت عنهم خطوات وبدأت تهزي پجنون 
لأ وأنا أسأل هو فين عشان تجهيزات الشقة...اصله مشغول في حاجات تانية ..طب فين عشان يجيب الستاير مع البت تقولي أصله راح يشتري النجف ...طب فين النجف هجبه أنا ياماما أصل عصفور راح يشتري لي حاجات..طب فرش الشقة ياعالم.. أصله بيجيب بدلة الفرح ... ولما جه الفرح فين العريس ياهوو..راح للحلاق.. أصله أتأخر والطريق واقف ..كنتوا بتضحكوا عليا.. ضحكتوا عليا كلكوا.
حاول زيدان تهدئتها من تلك الحالة التي تلبستها مرددا
أهدي يا حاجة فوزيه..كل إلي حصل ده ڠصب عننا والله.. كنا عايزين الدنيا تمشي.
تراخى شداد للخلف يفكر بتلك المصېبة فيما هتفت فوزية 
تمشوا الدنيا...تمشوها فين ولا إزاي هو في حد يقبل بكده..عريس ومتحدد فرحه يسافر..ده إلي شغله برا ومسافر بيرجع قبلها بشهر مش العكس.. مين يرضا بكده.
تحول إتجاه أنظارها على الفور ناحية ابنتها واقتربت منها تردد 
وأنتي... أنتي كنتي عارفة كنتي عارفة ومدارية ليه كده تستغفلي أمك.
أخذت حورية تهز رأسها بقلة حيلة ودموعها منهمرة لا تتوقف
ماكنتش أعرف أنه هيعمل كده..ماكنتش أعرف.
تقدمت فوزية منها تهجم عليها بغل
ماكنتيش تعرفي ايييه..ده واطي..باعك وفضحك..
صړخت حورية بفزع وهي تجد أمها على وشك صفعها وأنكمشت على نفسها لكن تقدم زيدان سريعا و أخد حورية بين أحضانه ضمھا له بقوة يحميها بينما يردد
صلي على النبي يا ست فوزية مش كده..دي بنتك بردو....هي ذنبها إيه
بتلك اللحظة خرجت فرودس من الداخل ترى حورية التي من المفترض أنها عروس محمود بأحضان زيدان يضمها له فقالت 
يا خبر إسود و مقندل! إيه إلي بيحصل هنا ده يا راشد و إزاي زيدان يكلبش في مرات أخوه كده .
رفع راشد أنظاره يرى الموقف فوزية تتقدم تحاول الحصول على حورية لتحاسبها على ما حدث لكن زيدان يأخذها بأحضانه يخبئها عنها ويحاول تهدئة ڠضبها.
نظر راشد لزوجته بأعين لامعة ثم تقدم يقول
بس أنت وهي خلاص خلصنا.
خلصنا! أه ماهو احنا خلصنا فعلا..اتفضحنا وإلي كان كان .. و أنا هضربك ليه يا حورية..مانا غلطانة زيك.. أنا إلي وافقت على واحد عواطلي عايش عالة على أخوه ودماغة سارحه منه ... أنا إلي الحق عليا.. الحق عليا إني طواعتك...كان لازم اكسر لك ضلع عشان تتعدلي...لكن بعد أييييه بعد أيييييه ما اتفضحنا وإلي كان كان.
مافيش ڤضيحه ولا حاجه إن شاء الله.
طبعا مانت ولا على قلبك شړ...هو راجل ..لكن أنا بنتي إلي لبست الفستان وصلت القاعة من غير عريسها والمعازيم جم و المأذون..أودي وشي فين من النااااس..يا مرارك يا فوزية يا مراااارك.
خرجت والدة رنا تسأل بقلق
جرى إيه يا جماعه.. إيه يا حاج راشد إيه يا فوزية الناس جوا بدأت تزهق وهتمشي.. فين كتب الكتاب 
تحدثت فوزية بعويل
كتب الكتاب تعالي أندبي على حظ أختك أندبي..مافيش ياختي...مافيش... أختك وبنتها أتفضحوا.
تقدمت فردوس تسأل بجهل تام وخوف
هو أنا في حد هيفهمني في ايه ولا لأ 
بادرت فوزية بعويل
اقولك أنا ياختي ولا تخلي في نفسك حاجة...ماهو أصل الخبر مش هيبات ... إبنك سافر ياختي...أنا وبنتي اتفضحنا وإلي فضحنا إلي يتخفي إسمه وسيرته إبنك.
شقت فرودس پصدمة وهمت لتسأل كيف ومتى
لكن..........هتف الحاج راشد بصوت حاسم
بس خلاااص خلصنا..
إلتف ينظر على زيدان يراه وهو يساعد حورية كي تجلس في السيارة من جديد ويناولها الماء وهتف من جديد
زيدان.
إلتف له على الفور
نعم يا حاج.
كلم المأذون قوله يدخل على القاعة يالا.
جعد زيدان مابين حاجبيه وأستكملت فوزية عويلها
أنتو عايزين تقلبوها جرسة بقاااا.
وسألت فرودس
ازاي بس يا....
على صوت راشد 
بس أنتي وهي وإلي عنده كلمة يبلعها في بطنه... الحته كلها جوا عايزين تفرجوهم علينا .
ترك زيدان حورية وتقدم من والده يسأل
أيوة بس إزاي يا حاج معاك مثلا توكيل من محمود
نظر الجميع لراشد الذي قال
لأ.
بهت وجههم من جديد فأردف مكملا
زيدان هو العريس.
أيه
بينما صدحت زغرودة فرودس على الفور رغما عنها فهتف زيدان
أستني ياما.
لكن راشد لم يبالي له وإلتف لفرودس يردد بينما يلملم عباءته ثم أمرها
سيبك منه...زغرطي يا وليه.
فصدح صوت فرودس تزغرد بأقصى طبقة صوت و وقد أحمر وجهها من فرط الفرحة والصدمة معا.
نظر لها راشد بابتسامة جانبية يحاول مداراتها و تحرك يأخذ زيدان وفوزية

بأحد الأركان يتهامسون.
فقال زيدان بهمس
كلام إيه ده يابا...دي تعتبر مرات أخويا..عيب ماتصغرناش.
لو ماعملتش كده هنبقى صغرنا بحق وحقيقي... اخوك غدر بالبت ده كان بيفرش ورايح جاي..ڤضيحة حورية مش هتيجي حاجة جنب ڤضيحتنا واحنا راس مالنا وسر صنعتنا في تجارتنا..والبت دي ذنيها إيه أخلص يا زيدان ماتفرجش المخاليق علينا.
نظر زيدان لفوزية كأنه ينتظر رفضها لكنها لم تفعل وظلت صامته وكأنها قد اعطتت إيجاز بصمتها هذا.
فتحدث راشد يقول
يالا يا زيدان....عروستك مستنية.
نظر زيدان على وحورية و ردد متعجبا
عروستي!! حورية!!
وقف لثوان متيبسا ينظر عليها فقط وهي تجلس بالسيارة المغلقة عليها لا تعلم بما جرى وتغير.
ولم يحركه سوى أصوات الكل من حولة تحفظه لأن يتقدم ويتمم الزيجة بما فيهم والدة حورية خالتها.
فوجد قدمه تسوقه بالفعل و ولج معهم للداخل يعقد قرانه على...... حورية... أيعقل !
__________________________
في جزيرة الذهب
تقدم بها وهو يحملها بين ذراعيه فاقدة للوعي شاحبة تعتبر چثة هامدة يتدلى ذراعيها في الهواء مرتخية تماما.
والكل يقف على الصفين يفسح للملك طريقه يرونه وهو يحمل تلك البيضاء ومن بينهم السيدة أنچا التي تقدمت من أحد الحراس تسأل
ماذا يجري
الفتاة البيضاء التي كانت بالسجن سيدتي
مابها
ماټت.
تهلل وجه أنچا وسألت
حقا
أهتز صوت الحارس ورد
أعتقد ذلك سيدتي فهي قد أضربطت عن الطعام منذ أيام متواصلة.
سعدت أنچا وشعرت وكأن أحدهم أزاح صخره من فوق صدرها....فأشارت للخادم أن ينصرف و وقفت مكانها تأخذ أخيرا أنفاس واسعه بإرتياح شديد.
تغمض عينيها بإستمتاع رهيب كأنها تسمع سيمفونية لبيتهوڤن وهي تستمع لصوت الملك ېصرخ في الخدم بكمد
إستدعوا الطبيب....في الحااال.
همهمت بانسجام و نظرت للسماء تردد
الشمس اليوم كانت شديدة...همممم...ربما تحتاج إنچا لحمام بارد وبعض التدليك.
ثم تحركت تجاه غرفتها وهي هانئة البال.
في غرفة الملك.
جلس لجوارها بعدما مددها على فراشه الملكي والتقاط كفها بين يديه يحاول تدليكه يزداد جنونه وهو يستشعر برودة أطرافها وتراخيها.
فهز رأسه بجزع عليها و وجد نفسه يردد بلا وعي منه
لا تروحي...لا تروحي.
نظر لشحوب لونها وبياض شفتيها وهزى پجنون
لم أكن أعلم إنك هكذا...لم أكن أعلم أنك قد تفعليها... مجنونه.. بالتأكيد... بالتأكيد..لما لما!
لحظتها دلف الطبيب ينحني بحضرة الملك مرددا
أمر مولاي.
وقف راموس عن الفراش سريعا وقال
أفحصها... تبدو على مشارف المۏت...هيا أسرع.
أقترب الطبيب خطوات حتى أصبح مقابلها ينظر عليها بإستغراب نوعا ما مستغرب لونها وسطهم.
لكنه أنتبه منتفضا على صوت مولاه
تأكد أن تظل على قيد الحياة.
قالها الملك بتحذير.. كان يطلب منه أن يفعل كل مابوسعه لكن طريقته خطېرة كأنه يساومه على حياته مقابل حياتها.
فهز الطبيب رأسه بقلق ثم بدأ يباشر عمله و راموس يتابعه بقلق وجزع.
في أحد قاعات الأفراح
أهالي الحي مجتمعين مع أقارب العروسحوريةو أقارب العريس الذي كان محمود وبقدرة قادر أصبح زيدان شقيقه الأكبر.
الكل ينظر حوله مستعجب يتهامسون بينهم و فوزية تنظر لهم بتوتر لكنها وكما أخبرت شقيقتها قضا أخف من قضا
وجلس زيدان مهموم...لا يعرف ماذا يفعل ينكس رأسه أرضا ينتظر بحزن شديد ردة فعل حورية.
جعد مابين حاجبيها حين مال أبيه على أذنه يقول
يالا يا أبني عشان تدخل بعروستك..الزفة على الباب.
تردد كثيرا وكأنه لا يلمك الجرئة لأن يفعل نظر للجمع المتواجد من أهالي الحي المستغربين كيف تم عقد القران بزيدان عوضا عن أخيه ولما تم قبل زفة العروسين وليس بعدها كما هي العادة.
لكنهم صمتوا... فبلأساس كل شيء بهذا الزفاف مخالف وما بات الكل متأكد منه هو إن هنالك قصه بالقصة.
سحب زيدان نفس عميق يستعد لا مجال للتراجع.
تقدم للخارج يرفع رأسه بوقار يحاول لأن يبدو ثابتا.
لكن كل محتولاته ذهبت سدى وهو يرى حورية مع خالتها داخل السيارة تمسح دموعها...تطلع له من خلف النافذة بدموع رافضة الواقع ومايحدث...منكمشة على نفسها وخالتها تحاول تهدئتها وإقناعها...ثواني و تفاجأ بها تمسح دموعها وتأخذ نفس عميق ثم فتحت باب سيارتها.
فتشجع وأقترب منها يساعدها كي تفعل وقد قابلت كل مساعداته بتعاون وتقبل ..ربما لأنهم أمام الناس وكاميرات الفيديو تسجل....لكنه تقبل... كان راضي.
نظر لها وجدها تنظر له هي الأخرى وذهل.... إنها تبتسم له بإمتنان..كانت تشكره بلا حديث.
رفرف بأهدابه مستغربا يحاول أن يدرك لكن زاد عليه الأمر بصوت صديقه الخلوق.. الخلوق جدا وقد تقدم من الخلف يهلل
أيه ده.... زيدان عريس!
صفق بكلتا كفيه معا وأكمل
الصلى على الصلى.
عريس! جعد زيدان مابين حاجبيه وهو يستوعب الفكرة فقط... هل هو عريس! واليوم عرسه!!
لم تتوانى له الفرصة فقد قفز عليه صالح يقبله بحماس مرددا من بين قبلاته
مبروك.. مبروك يا صاحبي.. مبروك مبروك مبروك.
نفضه زيدان عنه يردد
بس ېخرب عقلك بهدلتني.
فردد صالح پجنون
حقك عليا...حقك عليا... أعذرني يا صاحبي أصلي أتمخولت... فجأة كده بتتجوز... يانهار أبيض يا جدعان...ده انا هدغدغ الدنيا ....رقصني
تم نسخ الرابط