فراشة في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي
المحتويات
لرنا ثم قالت
غريب هدوءك ده
نظرت لها رنا بوجه خالي من التعبير ثم قالت
عايزة أكل وبس.
رفعت سوتي أحدى حاجبيها و هي تنظر لرنا بتوجس حالتها تلك مغايرة لما اعتادوه منها...فأين التمرد و الصړاخ و الضړب.
لكنها صمتت ربما هي في طور الصدمة ولم تجتازها بعد.
حاولت سوتي جذب أي حديث مع رنا لكن الرد كان بارد مقتضب جعلها تنخرص حتى انسحبت تماما.
لا أحد يعلم سبب هذا الصمت والسكون..حتى هي.
بينما في غرفة العرش.
جلس راموس على عرشه بإستنفار أمام وزيره الذي قال
نعم يا مولاي انتيهينا من التحقيقات.
وألى ما توصلت
كما قولت لجلالتك مولاي لقد
اخترقت القوانين لذا نالت عقابها.
هب الملك من على عرشه وهتف
أحنى الوزير رأسه وردد
شقيقة جلالتك يا مولاي.
بهتت ملامح راموس وردد
ماديولا
نعم مولاي وكما سبق أن ذكرت لجلالتك فقد اخترقت الفتاة لأحد القوانين فنالت جزاء مافعلت.
ماذا فعلت بالأساس لتعدم... ما تهمتها
إهانة أحد أفراد الأسرة الحاكمة.
كيف
سأل الملك بترقب لكنه كان على علم مسبق بطبيعة رنا الشرسه والمتمردة فوقف بإنصات ينتظر الاستماع لأي كارثه قد فعلت فجاء الجواب من الوزير
ماذا!
هتف راموس پحده وڠضب ... وانتشر الخبر في القصر كله بعدما وصل لمسامع الجميع أن الملك بنفسه يحقق فيما حدث... وتقاسمت الاراء ما بين سعيد بما يحدث و ناقم لزيادة مكانة تلك الفتاة الدخيلة عليهم عند الملك.
__________سوما العربي ____________
انتهت السهرة واستعد زيدان للمغادرة هو و حورية واجمة الوجه.
وكذلك زيدان الذي ترغمه قدماه على تتبع ريحها أينما ذهبت.
لكن أوقفه شداد ينادي
زيدان.
إلتف له ملبي الندا فقال شداد
صالحها يا زيدان.
رمش زيدان بأجفانه ثم هز رأسه طواعية وغادر يتبعها.
أغلق الباب خلفه وعينه تدور في الشقه تبحث عنها .
وجد باب غرفة النوم مغلق ففطن أنها بالداخل وقف بتوتر لجوار الغرفة وكاد أن يتحرك ليجلس على الأريكة لكن توقف وهو يرى باب الغرفة يفتح وتخرج منه حورية التي تتحاشى النظر ناحيته تحمل بيدها ملابسها.
رايحة فين
ردت بوجوم
هستحمى.
نظر لها من كل الجوانب وسأل بحزن
خۏفتي مني مش كده
لم يتلقى رد فقط نظرات حزينه شاردة تخبره بمرارة الجواب
فسأل
هو أنا صحيح پخوف يا حورية
حانت منها نظرة له لتبصر الحزن بملامحه فردت متعاطفة
لأ أنت...
قاطعها يبتسم بحزن
بلاش يا حورية.. أنا سمعتك قبل كده وأنتي بتقولي لمحمود إنك پتخافي مني.
قولت لك بلاش كڈب عشان تجامليني ... ده أنتي وصل بيكي الحال أنك طلبتي منه تسيبوا البيت وتتجوزوا برا عشان مابقاش في وشك.
ابتلعت رمقها بتوتر فيما أكمل بإبتسامة حزينه
رغم انك كنتي ماصدقتي إنه يعرف يجيب شقه أصلا ومع ذلك كان عندك استعداد تصبري وتستحملي لسان أمك وكل إلي هيحصل نظير أنك تهربي من شوفتي إلي بتزعجك.
حرر ذراعها من يده القوية و أردف بإنكسار لأول مرة بحياته
قوم جه حظك وقعك فيا.
شهقت بجزع وهي تراه يضحك پألم مكملا
كأن القدر قالك نفس البيت إيه إلي مش عايزه تسكني معاه فيه ده أنتي هتلبسيه هو ذات شخصيا.
إستدار ليتحرك لكنها أوقفته بصوت ملهوف
زيدان
تحرك ناحية الباب وهي مستمرة في النداء لكن نفسه أبت الشفقة يعتقد أن ما يسمعه سيكون من باب التخفيف عنه ليس أكثر رفض أن
يحدث أكثر مما حدث.
فنظر لها قائلا
مش محتاجه تقولي حاجه يا حورية وأنا مش بلومك.
خرج من البيت وتركها هاربا وهي وقفت تطلع حيث اختفى بقلة حيلة.
______________سوما العربي___________
تحول حرملك القصر إلى حلقات كل الجواري تهمس لبعضهن عن ما دار بين الملك وطلبه لشقيقته ماديولا كي يحاسبها.
ركلت ماديولا باب الحرملك بقدمها تسير بخطى غاضبه تجاه غرفتها الملكية والشړ والڠضب يتطاير من عينها بينما وقفت أنجا پغضب أمام الجواري تهتف بغيظ وقهر
علام تتهامسن يا حسالة... الجميع إلي عمله هياااا.
انصرفت الجواري على الفور وجلست أنجا جانبا على أحد الأرائك تلهث وهي تفكر بتلك الداهية التي وقعت فوق رأسها وكيف تتخلص منها... ثواني والتمعت عيناها بمكر خبيث ثم وثبت تتحرك بعزم تجاه مخططها الذي لن يخيب هذه المرة بالتأكيد.......
رواية فراشة في جزيرة الذهب الفصل الثاني عشر بقلم سوما العربي
وقفت أنجا أمام باب غرفة الطبيب الوسيم تسحب نفس عميق ثم دقت على الباب دقات متتابعه.
وما أن أذن لها صوته الرخيم بالدخول حتى دلفت تبتسم بلطف شديد وهي تتفرس ملامحه الوسيمة بإبتسامة عذبة ثم قالت
كيف حال طبيبنا العظيم
بخير سيدة أنجا ..زيارتك لي بمكتبي شرف كبير.
أبتسمت أنجا بأنتشاء و هي تطالعه و تستمع لطريقة تحدثه اللبقة تشعر أنها أحسنت الإختيار.
تقدمت إلى أن جلست على الكرسي المقابل لمكتبه ثم قالت
جئت لأسألك عن تلك الجارية المړيضة...ما هو وضعها يا ترى
أي جارية
تلك الحسناء صاحبة البشرة البيضاء
عدل الطبيب من وضع نظارته فوق عيناه ثم قال
أه.. جارية الملك.
ابتسمت أنجا و هي تبصر إرتباكه ... لم تكن نظرتها خاطئة يوما و هي تراه يقم بالكشف عليها بعيناه نظرة رجل لفتاة أعجبته.
تغاضت أنجا عن جملته الأخيرة حين خصها بلأنتساب للملك و قالت عن عمد
لا أعلم سيد نيمار لكني كلما نظرت لها كأنني أراك يا ألهي بينكما تطابق رهيب في الشكل فأنت ابيض البشرة ذو شعر أشقر مثلها... و عينان خضرواتان.
أبتسمت و هي تلاحظ تحرك تفاحة آدم الخاصة بالطبيب الوسيم إذا هي بالفعل أحسنت الإختيار.
وقفت عن مقعدها تسأل
هممم.. لم تخبرني بحالتها
ليست بخير تحتاج لرعاية فائقة كما أن حالتها النفسية ليست جيدة إطلاقا.
التوى ثغر أنجا بإبتسامة على جانبه ثم تقدمت عدة خطوات و قالت بإهتمام واضح
لااا.. إن كان ذلك الوضع فأنا أطلب منك و بشكل رسمي أن تشرف على علاجها بل وتلازمها كذلك فكما تعلم الحالة النفسية هي أهم شيء للعلاج .
صمتت لثواني ثم أكملت بمكر
و بالتأكيد قد وصل لمسامعك محاولاتها الهرب..على ما يبدو أنها غير متقبله لوضعها وحياتها هنا.
دارت حوله و كأنها تحيك خية لاحدهم و أكملت متنهدة تتصنع الأسى حيالها
أااه.. أخشى أن تقدم على الأنتحار مرة أخرى أتعلم أنها فتاة حرة وتحولت بين رفة عين و انتباهها إلى جارية .. الأم صعب جدا دكتور نيمار .. أنت تعلم.
راقبت التعاطف و التوتر على ملامحه الوسيمة بإبتسامة متسلية بينما يردد
أعلم أعلم.. لكن... أعتقد أن الملك ي.....
قاطعته عن عمد تردد
الملك يراها جارية يرغبها ..قل لها سيد نيمار و أسدي لها النصح بدلا من تمردها الذي لن يفيدها..فلتعطي للملك رغبته بها بعدها سيزهدها و يمل كما يمل الطفل من لعبة أعجبته ربما وقتهااااا...هاااه.. من يعلم..ربما تركها وشأنها.
تغضنت ملامح الطبيب بضيق شديد و قال
سيدة أنجا... أنا هنا بصفتي طبيب وفقط لا أعمل گ أغا من الأغوات أو گ فرد من الغلمان كي اجلس بجوار الجواري أقرب بينهم و مزاج أسيادهم.
جسدت أنجا علامات الذعر
و التراجع على ملامحها بنجاح مبهر ثم قالت معتذرة
اووه...أعتذر منك دكتور نيمار...كيف قولت ذلك... نعم أنت على حق.. معذرة.
تقدمت منه خطوات ثم قالت
فكرت فقط بأنك شخص مثقف مثلها ربما يصبح هناك أي لغة حوار بينكما قد تفيدها في مأزقها هذا بدلا من التفكير في الأنتحار ...لكن لا عليك انس أي حديث تفوهت به ...معذرة.
ثم خرجت من عنده سريعا و الابتسامه الخبيثة مجتمعه على جانب فمها رفيع الشفه.
في الغرفة الملكية
اتكئت رنا على ظهر الفراش وهي تحاول مضغ الطعام بفمها تغمض عيناها وتلتهمه في صمت و الخدم من حولها يتابعونها.
دلف الملك بخطى واثقة فانحنى الجميع ينظرون ارضا .
أشار الملك لهم بعيناه فأنصرفوا على الفور ملبين أمره.
شعرت بالتوتر و ها قد عادت معه بمفرديهما .
ظلت تنظر له بترقب وبدأت ترف بأهدابها من التوتر و الملك يبتسم على هيئتها الطفولية التي مست قلبه.
جلس لجوارها و قال
كيف حال صغيرتي الأن
أفضل بكثير
صمتت لثواني ثم سألت مباشرة دون مقدمات
هل تنادي كل جواريك بصغيرتي!
أبتسم بعذوبة ثم جاوب
بالتأكيد لا
لما
لا أعرف
..وضعت خصلة شارده خلف أذنها وهي تشعر به يميل على
و نظرة عينه التي تقطر نشوى و استمتاع بعدما فصل القصيرة لثوان ينظر إليها مبتسما و هو يستشعر عدم رفضها كالسابق.
و ما أن أبصر وجهها المشرئب بالحمرة من الخجل حتى
شعر بمقاومة منها و محاولة إبعاده عنها فغرس أصابعه في جذور شعرها يتمكن منها أكثر و يمنع ابتعادها...لقد تلابسته شياطين لا يعرفها ولا تعرفه من قبل ...كأنه تحول إلى إنسان بوهيمي ما أن يمسسها... وكأنه لأول مرة يرى أنثى!!!
أخذت ټضرب على صدره.... لقد نفذ الأكسجين من رئتيها وهي بحاجة للهواء... أي معتوه هذا!
هل هو ملك... أنه رجل بربري لا أكثر.. تقسم بذلك.
و أخيرا عاد له رشده و أفاق من سكرته و هو ينظر لها يراها تجاهد في التقاط الهواء...كيف نسى أنها مريضة وكانت موصلة بخراطيم الأكسجين منذ ساعات فقط.
شعر بفداحة فعلته و عودة جديده لخۏفها منه .. حاول إيجاد صوته ثم قال بلا ترتيب و بدون كياسته المعهودة
أرى انك بحاجة للهواء..ما رأيك في أن أخذك معي لأستنشاق الهواء في مكاني المفضل
انصرف من أمامها و ذهب يطلب من الحراس تجهيز كل الترتيبات و هو يسأل نفسه پغضب
لما أبرر لها و اللعنه.. أنا الملك
بينما هي في فراشها تضع يدها على عيناها تفكر فيما تفعل وما حدث.
ربما هي بحاجة لترتيب أفكارها.
دخل عليها الخدم ليساعدنها و من بينهم سوتي التي نظرت لها باستغراب ثم سألت
الملك أمرنا نغيرلك لبسك...شيفاكي هاديه فين تمردك و صوتك العالي.
نظرت لها رنا بصمت
تام و جه خالي من التعبير و لم تتحدث.
فاقتربت سوتي منها مرددة
شنو يعني راح تتكبري علينا... هااااه.. عندك حق ما أنتي عاجبه الملك وهو كمان إلي بيسعى لك و كمان هتغيري لبس الجواري و تلبسي فستان اتعملك مخصوص و تطلعي في نزهة مع الملك.. بس مش عايزاكي تعيشي الوهم ..كتير قبلك كانوا في المكانة دي .. الملوك بيملوا بسرعة .. إحنا بالنسبة لهم مجرد تسالي... بلاش تخسري ولاء سوتي ليكي.
نظرت لها رنا بجانب عينها ثم قالت بهدوء
أرجو أنك تساعديني دلوقتي و بس..مش عايزين نتأخر على الملك مش عايزين نعصبه علينا .رفعت سوتي حاجبها الأيمن مستهجنة من تغيرها و شرعت تنفذ ما أمرت به و رنا تترك جسدها لهم يحمموها و يغيروا لها ملابسها بعدما كانت رافضه رفض قاطع لكل ذلك.... ربما عليها تغيير بعض قوانينها و مبادئها أن أرادت البقاء على قيد الحياة و الخروج من هنا.
انتهوا من وضع ذلك الفستان الوردي
متابعة القراءة