فراشة في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي

موقع أيام نيوز

الأقل الآن.
لم تجد رنا حل أمامها سوى أن تفعل فالرفض لم يجلب لها سوى التعب هي بالفعل بحاجه للذهاب إلى الطبيب.
خرجت مع أنكي خطوات وهي للتو بدأت تنتبه على معالم الحرملك وتصميم غرفه وحجراته أنها مصنوعة من الحجر والذهب الفخامة والمهابة هي عنوانها الأساسي والفرش من حرير الفتيات يلبسن أيضا من الحرير زي موحد باللون الأخضر لا تعرف لما اللون هذا تحديدا نظرت على ثيابها لترى أنها ترتدي مثلهن.
تأففت بغيظ كظمته بنجاح على الأقل حاليا وأنتقلت لغرفة الطبيب الذي وقف لها بأحترام استرعى أنتبه أنكي وقال
اهلا ميرورا..تفضلي من هنا.
لاحظت رنا تيبس وجه أنكي وانفعالها مع تصرف الطبيب يبدو أن هنالك أمور لا تعرفها ولا تريد حتى أن تعرفها.
تقدمت بصمت تام دون الأعتراض على الأسم الذي ناداها به تخضع للفحص بصمت تام.
تنظر حولها بأستغراب فغرفة الطبيب مغايرة لكل غرف القصر أو التي دلفت لها على الأقل.
غرفة الطبيب كانت مجهزة بكافة الأجهزة الطبيه الحديثه وكذلك جهاز لوحي حديث تسأل كيف يعمل ولا توجد هنا أي شبكة إتصال كما قالت سوتي.
ربما عليها دراسة المكان أن كانت تريد الهرب هنا تردد في أذنها حديث سوتي ربما عليها الهدوء قليلا والتوقف عن البكاء والصړاخ الذي لن يفيدها وربما لن يجلب لها سوى الأنتباه وڠضب كل من حولها وربما السچن كما حدث وهي الآن حالتها الصحية ليست بأفضل حال مطلقا تحتاج للعناية والدواء.
هنا توصلت للقرار وأن الصمت والهدوء هما عنوان الأيام القادمة لها هنا بتلك المدينة إلى أن يأذن الله بالحل .
مر الوقت على زيدان وهو على جلسته وقد عاد الهم لرأسه من جديد.
إستفاق منه بعد فترة على صوت رسالة من صديقة صالح ففتحها ليجده يقولصباحية مباركه ياحبيب أخوووووك
سحب نفس عميق و وقف من مكانه ثم تذكر أنها قد تأخرت داخل المطبخ فقرر أن يذهب ليرى لما.
لكنه توقف بتردد لا يعلم هل يذهب لعندها أما يتركها وراحتها.
هز رأسه بإرتباك الأفكار تقذفه يمينا ويسارا فكرة تطلب منه أن يدلف لعندها وأن يتعامل طبيعي ولما لا يجعلها تعتاده وفكرة أخرى تذكره بوضعهما و بصلة شقيقه بها.
غلبته أفكاره و قرر أن يذهب لعندها فتقدم حتى وصل للمطبخ يناديها 
حورية.
أنتفتضت لحظتها فسقط الكأس من يدها وتهشم متناثرا لشظايا على الأرض.
أتسعت عيناه مما حدث وهي أسرعت تميل على الأرض كي تلملم الشظايا و تنظفها فهرول يلحقها قائلا
أستني هتعوري نفسك.
همست بقلق
ماعلش أنا أسفه ما أخدتش بالي.
تطلع لها ثم عاد يلملم هو الشظايا بينما يردد بحزن
كل ده عشان ناديت عليكي!
صمتت ولم تجد لحظتها تردد في عقله كلمات محمود التي بصقها في أذنه منذ قليل فسألها 
حورية..... أنتي پتخافي مني
توقفت عن لم شظايا الزجاج وتطلعت له بفم مخروس لا تعلم بما تجيبه.
أسبل جفناه بأسى ثم سأل
ليه يا بنت الناس هو أنا عمري جيت ناحيتك أنتي أو أي حد 
لأ بس..
بس إيه قولي....
وقفت عن الأرض تحاول رص الكلمات بجوار بعضها كي تعطي أي جمله مفيدة لكن محاولتها الواضحة تلك زادت من حزنه على نفسه فأشار لها مرددا
خلاص يا حورية...ماتحاوليش تذوقي الكلام واضح إن المشكلة من عندي يمكن ربنا مش حاطت في وشي القبول.
لأ ماتقولش كده أنا بس..
قاطعها وهو يرفع كف يده أمامها فتوقفت ثم قال
خلاص يا حورية... أنا مش زعلان..كل واحد بياخد نصيبه...يالا عشان تاكلي.
ثم ألتف وحمل صينيه الطعام التي جهزتها وخرج بها وهي تبعته بتردد.
وضع الصينيه على طاولة السفره ثم قال
يالا تعالي كلي.
حاضر...بس..ماتزعلش مني أنا ماكنتش أقصد و.
لم يترك لها الفرصة لقد أكتفى حقا وكل ما يحدث كثير عليه فقال
لأ مازعلتش ..عادي .. كلي يالا.
حاول أن يأكل أمامها رغم فقدان شهيته بعد ما حدث لكن هيبته منعته وقبلها كرامته أبى أن يظهر بمظهر الضعيف فهل سيصبح غير مقبول وضعيف الآثنان معا كثير عليه.
فزيدان كان يعلم بما يقال عنه وعن رفض الفتيات له ربما رأي حورية كان بمثابة الضغط على دمل كبير وقد آلمه كثيرا.
ومع معرفته بكل ما يحدث مسبقا لم يفكر يوم في محاولة تغيير تلك الفكرة المأخوذة عنه يردد على مسامع صديقه جملة واحدة تسلم العين إلي تخوف كان يقولها بصوت رجولي مهيب غليظ يفتخر فيه بالهالة المصنوعة حوله حتى لو طفشت منه الفتيات.
لن يلهث خلفهن ولن يفقد الشيء الوحيد الذي تبقى له وهو هيبته وإلا سيصبح غير مرغوب ضعيف في نفس الوقت والإثنان مع بعض في رجل كارثه.
لذا حاول التظاهر بالامبالاة و القوى وهو في قرارة نفسه يعلم أن رأي حورية فيه كان له أثر قوي.
ترك الطعام وشرد مفكرا في تلك الکاړثة الجديدة....لما رأي حورية على وجه الخصوص كان له الأثر الأبلغ فيه.
ولاحظت حورية شروده و توقفه عن الطعام بصوت واهن واضح فيه تأنب ضميرها
زيدان.
تتطلع لها منتبها يسأل هل هذه هي أول مره تناديه بأسمه أم ماذا ولما أنتبهت لها كل حواسه بتلك الطريقة.
عض بواطن فمه من الداخل يلجمها بينما عيناه تطلع لها تسأل نفس السؤال من جديد لما رأي حورية بالذات 
ولما تأخر رده ومع تطلعه لها بعيناه الثاقبة و شروده في وجهها عادت تناديه من جديد
زيدان...مش بتاكل ليه
رمش بعيناه مستدركا ثم حاول لملمت شتات عقله فوقف عن كرسيه وقال
مش عارف ممكن من قلة النوم... أنا هدخل أنام أحسن.
وقفت هي الأخري تردد
أنت زعلت مني مش كده...على فكرة أنا ماكنتش اقصد إلي فهمته بس أنت كده ليك... يعني ليك طله وهيبه فأنا بحس..
بتحسي ايه قولي.
صمتت وعجزت عن الوصف فقال
على فكرة أنا مش وحش ولا باكل بني أدمين ومش عارف ليه الصورة دي متاخدة عني.. أنتي شوفتيني مره اذيت حد
لأ.
أمال في ايه بقا
صمت

وعيناه ترغمه على النظر لمنحنياتها الرائعه وجمالها النادر رغما عنه مجبور..للجمال سطوة غير عادية وهكذا خلق الله آدم يحب جمال الآنثى ويرضخ له وحورية كانت ذات جمال رباني وحسن نوراني يذهبا عقل أي أنسي.
ولا يعلم لما أراد أن يختبر شئ ما لحظتها فقال
على فكرة... محمود كلمني.
كان ينظر لها بترقب وتدقيق حريص على ملاحظة صدى الخبر عليها ولا يعلم لما شقت صدره بعض السعادة حين تجهم وجهها وقالت
والله...تمام.
رفع إحدى حاجبيه تغراب من ردها وزاد وهو يراها تلتف لتجمع أطباق الطعام على الصينيه تستعد لأن تدخلها المطبخ فسأل
مش هتسأليني قال إيه أو كان عايز أيه وإلي حصل وصله ولا لأ ورد فعله إيه
نظرت له ببرود حقيقي ثم قالت
لأ...دي حاجة ماتخصنيش.
إزاي
وضعت الصينيه من جديد على سطح الطاولة ثم قالت
هو إيه إلي أزاي ده واحد سابني بفستان الفرح قدام القاعه ومافكرش فيا ولا في فضيحتي ... تفتكر هيهمني عرف ولا لأ
ثم اخذت الصينيه من جديد ودلفت بها على المطبخ.
المريب في الموضوع وما أثار خوف زيدان هو ملاحظته لتلك الراحة التي أكتنفته بعدما أستمع لردها لقد ضبط نفسه متلبسا وهو يسحب نفس عميق مرتاح.
صدم قليلا و ولج لغرفة الأطفال سريعا يلقي بنفسه على الفراش يحاول النوم كي يتهرب من مواجهة نفسه.
لكن عبثا فقد أستغرق في النوم وعلى شفتيه إبتسامة سعيده.
جلس على عرشة يتصنع القراءة في بعض الأوراق الخاصة بشؤن الديوان يمثل الإنشغال وعدم الإهتمام بحديث الطبيب الذي أخذ يردد
صحتها ليست بالجيدة لكن مع الأدوية ونظام غذائي جيد ربما ستصبح بخير لكن هي قوتها الجسمانية ليست بالجيدة من الأساس سيدي
زم راموس شفتيه يتصنع الترفع وقال
همم.. جيد..قدم لها المطلوب... يمكنك أن تغادر الآن
انحنى الطبيب ثم قال
أمرك سيدي.
ثم تحرك يترك المكان ودلفت من بعده أنچا تنحني باحترام
مولاي
أبتسم لها مرددا
تعالي أنچا.
تقدمت لعنده فقال
الملكة ديولا على وشك الوصول للمملكة أرجو أن تشرفي على مراسم إستقبالاها.
ابتسمت أنچا ثم قالت
رائع جدا مولاي مر وقت لم تأتي فيه الملكة لعندنا أظن أنه توقيت مناسب .
نعم أنچا لقد سعدت كثيرا بذلك الخبر أشتقت لها كثيرا... أريد منكم تحضير حفل كبير ورائع فأنتي تعرفين ديولا تهوى الموسيقى والرقص.
أعلم مولاي.
صمتت قليلا تتطلع على ملامح وجهه بتدقيق ثم قالت بخبث
لقد أرهق مولاي اليوم كثيرا وتأخر الوقت أرى أن يسمح لي مولاي بتحضير ليله رائعه تنسيه تعب اليوم.
صمت راموس وعينه لم ترتفع من على الأوراق لكنه أغمض عيناه بقوه كأنه يكافح إحساس قوي هاجمه ثم سحب نفس عميق رفع وجهه ينظر لأنچا وقال بصوت بدى وكأنه يتحدى ذلك الإحساس حين قال
موافق.
أتسعت عينا أنچا بتفاجئ لكنها حنت رأسها وقالت 
أمر مولاي.
ثم تحركت مغادرة على الفور بينما راموس يتنهد بتعب وحاول بعدها التركيز فيما بين يديه.
في الحرملك
جلست سوتي بجوار رنا تعطيها الدواء الذي تناولته رنا بهدوء وأخذت بعده الماء فقالت سوتي
عارفه يا رنا.. أنتي جميله جدا.
نظرت لها رنا مبتسمه ثم قالت
شكرا وأنتي كمان.
زمت سوتي شفيتها بإمتنان لتلك المجاملة ثم قالت
ليس بمقدار جمالك وليس لكونك بيضاء البشرة الأمر يفوق ذلك جمالك بالفعل رائع يا رنا خسارة أن يضيع في الخدمة بغرف الحرملك...لا أعلم لما تستغلي الفرص الملك راموس بجلال قدره مهتم لأجلك.
زجرتها رنا بعينها وقالت
وأنتي بتتكلمي معايا كلميني مصري.
شهقت سوتي پخوف وقالت
رنا... خدي بالك و بلاش تاني تقولي أنك مصريه لو عايزه تعيشي هنا من غير پهدلة.
نعم شكلك جرى لمخك حاجة ماقولش ليه
اسمعي نصيحتي أنا خاېفه عليكي خلي أيامك هنا تعدي على خير.
ده على أساس اني هفضل هنا.. أسمعي يا سوتي أنا يا هنجح في إني أهرب من هنا أو ھموت وأنا بهرب بردو...ريحي نفسك.
نظرت سوتي أرضا وقالت
وليه كل البهدله دي لما ممكن تهربي بيخت فخم عليه حراسة ليكي.
انتبهت لها رنا تسأ بلهفة
إزاي.. أيدي على كتفك.
مش على كتفي أنا...على كتف الملك راموس.. سبيه يقرب منك ويطمن لك ساعتها كل حاجه هتتغير والمهمة المستحيلة هتبقى سهله وممكنه.
لكن ده عايز يحولني لجارية.. يعني عبدة ويغير أسمي و...
قاطعتها سوتي تردد
وعندك ده هيمنع أنك جارية... جدودك المصريين ماسبوش موقف ماقالوش عنه مثل وفي مثل عندكم بيقول لما تبقى الريح عاليه طاطي لها ومثل تاني بيقول لو ليك حاجه عند الكلب قوله يا سيدي ومثل تالت بيقول اتمسكن لحد ما تتمكن أمال لو ماكنتيش مصرية هو أنا إلي هقولك.
صمتت رنا مفكرة في حديث سوتي فالتمرد والعناد لم يجلب لها سوى السچن والمړض.
وبعد فترة وقفت فقالت سوتي
رايحه فين
هقابل الملك.
في القاهرة.. مساء
خرج زيدان من غرفته يتمطأ بتعب يشعر أن كل عظام ظهره ممزقه ينظر على الشقه بأستغراب يسأل أين هو
أخذ الأمر منه أكثر من ثانية حتى أستوعب الوضع الجديد لا يعلم لما تسلل له ذلك الشعور بالألفه و الراحله هو يرى أنوار الشقة كلها مطفئة هادئة لا ينيرها إلا الضوء الصادر عن التلفاز
تم نسخ الرابط